سبحان محيي الأرض بعد مماتها ... وكذاك يحيي الخلق بين المحشر
ومن خطرات نفسه الرقيقة وقد عمد إلى الصنعة البديعية1.
تراني لست أحسن نظم لفظ ... يزيد جليله المعنى الدقيق
ولكن لا تدق بنات فكري ... إذا ما قيل قد فني الدقيق
وللثعالبي غير قليل من القصائد والمقطوعات ورد بعضها في "وفيات الأعيان" وورد أكثرها في آخر كتابه "خاص الخاص"2.
فإذا ما عمدنا إلى الحديث عن كتب الثعالبي فسوف نلاحظ أنها من الكثرة بمكان وأنها أيضًا من النفع والقيمة والخصوبة بمكان، ولعل أشهرها وأكبرها كتابه "يتيمة الدهر" الذي سوف يأتي دوره عند الحديث عن كتب طبقات الشعراء، وأما بقية كتبه فبعضها مطبوع وبعض آخر لا يزال مخطوطًا، وهي في الشعر والنثر والطرائف الأدبية، وفقه اللغة والبلاغة والتاريخ والتراجم الأدبية.
فأما كتبه المطبوعة فهي -فضلًا عن اليتيمة- فيما يتناول الأدب بفروعه: خاص الخاص، ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، سحر البلاغة وسر البراعة، من غاب منه المطرب، لطائف المعارف، نثر النظم وحل العقد، سر الأدب، المؤنس الوحيد، أحسن ما سمعت ويعتبر كتاب "من غاب عنه المطرب" الذي مر ذكره ذيلًا لهذا الكتاب، اللطائف والظرائف، يواقيت المواقيت، المنتحل، المبهج، برد الأكباد في الأعداد، العقد النفيس ونزهة الجليس3.
وأما كتبه في فقه اللغة والبلاغة، فإن المطبوع منها: فقه اللغة، الإعجاز والإيجاز، الكتابة والتعريض ويسمى أيضًا النهاية في الكتابة، الأمثال ويسمى أيضًا الفرائد والقلائد، وقد شكك محرر مادة الثعالبي في دائرة المعارف الإسلامية في نسبة هذا الكتاب إلى الثعالبي وذهب إلى أن مؤلفه هو الأهوازي المولود سنة 544هـ.
وأما كتبه في التاريخ فأهمها "غرر السير" ويشك محرر مادة الثعالبي في دائرة المعارف الإسلامية أيضًا في نسبة الكتاب إلى الثعالبي ويذهب إلى أن مؤلفه، هو أبو منصور الحسين بن محمد بن المرغني الثعالبي4.