وفي مجال الثقافة العامة والطرائف والنوادر كتب الصولي كتابًا في "الشباب والنوادر" عمله لابن الفرات و "كتاب الأنواع".

تلك هي مؤلفات الصولي كما وردت في العديد من المصادر التي اهتمت به وفي مقدمتها كتاب "وفيات الأعيان" و "الوافي بالوفيات" و"تاريخ بغداد" و "الفهرست" و "مقدمة أخبار أبي تمام" التي كتبها محققو الكتاب، ومقدمة الصولي نفسه لكتاب "أخبار أبي تمام".

هذا ما كان من أمر مؤلفات أبي بكر الصولي، وهي وفيرة قيمة متنوعة وإن كانت كثرتها تدخل في مضمار الأدب والشعر أكثر مما تندرج تحت لواء آخر من ألوية العلوم والفنون، وذلك يضفي أهمية خاصة عند المتأدبين على كل ما خطته يراع الصولي جمعًا أو تأليفًا أو إخبارًا.

غير أن الأمر الجدير بالأهمية هو المنهج الذي يتبعه الصولي عندما كان يكتب كتابًا، أو يؤلف مؤلفًا. بين أيدينا عدد من كتبه المطبوعة مثل "أخبار أبي تمام" و "أخبار البحتري" و "أدب الكتاب" و "الأوراق" و "أشعار أولاد الخلفاء" وقد يغني تتبع منهجه في واحد من هذه الكتب التي بين أيدينا عنه في بقيتها لتقارب الموضوعات التي تناولها فيها. ولما كان أشهر كتبه التي بين أيدينا هو كتابه "أخبار أبي تمام" فلقد يكون من المقبول أن نجعل تتبعنا لمنهج المؤلف منطلقًا من خلال هذا الكتاب.

أخبار أبي تمام منهجًا وعرضًا:

الذي لا شك فيه أن الصولي واحد من المتحمسين لأبي تمام، المتعصبين لشعره وفكره وشخصه، وسوف نلاحظ ذلك في أكثر صفحات الكتاب وفصوله إن لم يكن في كل الصفحات وكل الفصول.

بدأ أبو بكر كتابه برسالة طويلة كتبها إلى مزاحم بن فاتك يشرح فيها سبب تأليفه الكتاب ويذكر صراحة أنه إنما كتب هذه الرسالة دفاعًا عن الشاعر الطائي الكبير، وتحتل هذه الرسالة بضعًا وخمسين صفحة من صفحات الكتاب.

ثم يفرد الصولي فصلًا طويلًا يقارب المائة صفحة إلا قليلًا في تفضيل أبي تمام، وفي سياق هذا الفصل الطويل يعمد بين الحين إلى إثبات نص حسن للشاعر وتعليق بعض كبار الأدباء والشعراء عليه من أمثال "المبرد" أو "علي بن الجهم" ويأتي بالأبيات الجميلة التي قالها في نسب الأخوة الذي يجمع بين أديب وأديب الموجهة إلى علي بن الجهم:

إن يُكْدِ مطَّرِف الإخاء فإننا ... نغدو ونسري في إخاء تالد

أو يختلف ماء الوصال فماؤنا ... عذب تحدر من غمام واحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015