ومحتواه في هذه الكلمات المختصرة: "هذا كتاب ألفناه يجمع ضروبًا من الآداب، ما بين كلام منثور، وشعر مرصوف، ومثل سائر، وموعظة بالغة، واختيار من خطبة شريفة، ورسالة بليغة".

وإذا كان لنا أن نقدم منهج الكتاب بشيء من الإبانة فإننا نستطيع أن نقدمه على النحو التالي:

1- يضم الكتاب قدرًا كبيرًا من الآيات القرآنية الكريمة مفسرة تفسيرًا واضحًا متخذًا منها شواهد لغوية ونحوية، وهذه الآيات تزدان بها صفحات الكتاب في أجزائه الأربعة، وهي منتخبة من مائة واثنتي عشرة سورة.

2- يضم الكتاب عددًا كبيرًا من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة الإسناد ويأتي بكل حديث في مقام استشهاد بعينه.

3- يحتوي الكتاب على عدد كبير من أمثال العرب يناهز خمسة وسبعين مثلًا مع ذكر أصل المثل والمناسبة التي يقال فيها "ج 1/ 205" وصفحات أخرى.

4- الكتاب مفعم في أجزائه الأربعة بنماذج عديدة من خطب العرب في مختلف العصور حتى العصر الذي عاش فيه، من جاهلية ومن خطب للرسول وللخلفاء الراشدين، وملوك بني أمية وعمالهم، وزعماء الخوارج وبعض ملوك بني العباس، وهو في ذلك قريب من منهج الجاحظ كثيرًا.

5- عمد المبرد إلى الإكثار من "أخبار الحكماء" مع ذكر أقوالهم، وقد حرص على أن يكرر هذا الموضوع تحت عنوان "نبذ من أخبار الحكماء" على مسرى صفحات الكتاب، وفي مقدمة هؤلاء الحسن البصري، وأسماء بن خارجة، والأحنف بن قيس فضلًا عن حكماء آخرين كثيرين مغمورين.

6- اهتم المبرد بالشعر وبالشعراء اهتمامًا كثيرًا، فهو يورد الكثير من أخبار الشعراء ونماذج من أشعارهم. ويركز أحيانًا على شاعر بعينه أو موضوع معين من موضوعات الشعر.

فمن موضوعات الشعر التي اهتم بها كثيرًا وأورد فيها نصوصًا عديدة شعر المديح والفخر والهجاء والحكم. وأفرد للخمر دراسة مفصلة، مجموعة حينًا1 "ج 1/ 123 - 126" ومفرقة حينًا آخر في أجزاء الكتاب. وفي الرثاء أورد نماذج فريدة في رثاء الصديق والأخ والابن2 "ج 1/ 259 - 261".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015