ومن الشعراء الذين أولاهم اهتمامًا أكثر من غيرهم الفرزدق، أخبارًا وأشعارًا، وهو يوردها مجتمعة حينًا1 ومتفرقة أحيانًا أخرى في أجزاء الكتاب.

ومن الشعراء المولدين اهتم المبرد كثيرًا ببشار وأبي العتاهية، ومحمود الوراق وأبي نواس وصالح بن عبد القدوس ودعبل وأبي عيينة، وهو حين يورد شواهد من أشعارهم يقرنها بالاستحسان أو الاستهجان، بحيث يتخذ منهم موقف الناقد النابه الدقيق الأحكام.

ولا ينسى المبرد أن يعرض لبعض شاعرات العرب النابهات من أمثال الخنساء وليلى الأخيلية ويأتي ببعض أخبارهن ونماذج من أشعارهن.

7- يهتم المبرد على مسرى صفحات كتابه اهتمامًا بالغًا بموضوعات البلاغة العربية في صورها المختلفة، فيقدم على سبيل المثال دراسة مستفيضة للتشبيه مصحوبة بشواهد عديدة لشعراء قدامى ومحدثين2. ويعالج موضوع المجاز القرآني مستشهدًا بالعديد من آيات الكتاب العزيز على مسرى صفحات الكتاب في مختلف أجزائه.

8- ولما كان النحو يحتل المكانة الأكثر أهمية في كتاب الكامل، فالمؤلف كما نعرف أحد كبار أئمة المدرسة البصرية في النحو، فإن المبرد يعالج الكثير من الموضوعات النحوية عن طريق تناول موضوع بعينه أو عن طريق الإعراب، فأما عن الإعراب فإن العين لا تخطئه في أكثر صفحات الكتاب، وأما عن الموضوعات النحوية فيمكن مراجعة موضوع لام الاستغاثة ولام الإضافة3، وباب فعل4 بفتح الفاء وضم العين، وباب النسب إلى المضاف5 وغير ذلك من موضوعات نحوية متفرقة.

9- الكتاب مليء بالأخبار الأدبية والتاريخية والوثائق التي تهم كل ساعٍ إلى توسيع آفاقه الثقافية في نطاق المعرفة الإسلامية والثقافة العربية، مثل ذلك أخبار الصحابة وأقوالهم، وأخبار الخوارج وسلوكهم وعقيدتهم وحروبهم وفرقهم وأدبهم بشكل موسع استحوذ على أكثر من نصف الجزء الثالث من الكامل، كما اهتم المبرد بشخصية الحجاج بن يوسف وبعض بني المهلب من عمال بني أمية.

ومن الوثائق الهامة التي جاء بها الكتاب فضلًا عن وثائق الخوارج تلك الرسائل النفيسة التي تبودلت بين أبي جعفر المنصور ومحمد النفس الزكية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015