الفرد، فيجب أن نرى العقل الجماعي أهم وسيلة تستخدمها الجماعة في نشاطها، فالسلوك الجماعي كما قلنا مختلف تمام الاختلاف عن السلوك الفردي، وأنواع النشاط التي يقوم بها الأشخاص، وهم في المجموع ذات أنماط تختلف عن أنواع النشاط، التي يقوم بها أفراد في وحدة وعزلة.
والسلوك الجمعي الإنساني، كما نعرفه الآن يظهر غالبا، أو دائما في وسط من رموز تفاهمية، وتلك هي الوسيلة التي تستطيع الجماعة بها، أن تنظم بقية سلوكها بالتأجيل، والتوجيه في ضوء ذكرياتها عن الماضي، وبعبارة أخرى تصبح رموز التفاهم الوسيلة التي ينسى المجموع بها سلوكه، والوسيلة التي ينمى بها المجموع عقله الجماعي.
فإذا كان هذا حقا، فقد يكون هناك تطور أعظم في بعض الجماعات منه في الجماعات الأخرى، طبقا لمدى استخدام الرموز التفاهمية، ولمظهرها المركب، ولربما تنغمس جماعة أحيانا في سلوك جماعي، ليس له رموز تفاهمية في داخل الجماعة، وهذا هو السلوك الجماعي غير الواعي، أو السلوك الذي لا تعيه الجماعة، كجماعة برغم أن الأفراد في هذا المجموع، ربما كانوا على وعي به، أما طبقا للمدى، والمظهر المركب للرمزية الجماعية في السلوك الاجتماعي، فلا بد أن يكون هناك اختلاف من جهة التوسع، والتدرج في الوعي الجماعي بالسلوك الاجتماعي.
وللغة مكان فريد بين الأنواع المختلفة من الرمزية التفاهمية؛ لأنها الوسيلة التي يصبح بها العقل الجمعي عقلا جمعيا واعيا، فالسلوك الجماعي إذا على ثلاث درجات:
بلا رموز جماعية، وبرموز جماعية غير شفوية، وبلغة، وفي الحقيقة أن السلوك الجماعي الإنساني، نادرا ما يكون من الصنف الأول، أو بعبارة أخرى يوجه العقل الجماعي دائما السلوك الجماعي الإنساني، مهما كان هذا العقل بدائيا أو ناقص الوعي، وحيثما يسيطر المجتمع على اللغة بدرجة عظيمة، يوجد العقل الجماعي الواعي وعيا تاما.
يقول سابير1: إن الكلام ظاهرة عادية جدا في الحياة اليومية، حتى إننا لا نقف