إدراكا قد يقتضي استجابة وجدانية affective للبيئة، والخاصية الجوهرية لهذا السلوك العقلي، أنه يستعمل الرموز سواء أكانت شفوية أم تصويرية، وربما يكون الشخص في أية لحظة واعيا ببعض سلوكه العقلي، وأقل وعيا ببعضه الآخر، وغير واع بالكثير منه، فالعقل الواعي Conscious mind يميل إلى استعمال الرموز الشفوية، ولكن العقل تحت الواعي Subconsious، والعقل غير الواعي Uncomscious يميلان إلى أن يرمز لهما بالصور، والتحولات الصورية للغة.

ولكل شخص عقد دائمة من الأفكار والإحساسات، والرغبات يبدو أثرها في سلوكه الظاهر، ولكنه هو يميل إلى أن بظل غير واع بها، ويسمح لها بالظهور في العقل الواعي، إذا كانت بصورة مقنعة فحسب، فكل السلوك العقلي إذا يستعمل الرموز سواء كانت من هذا النوع أو من ذاك، وتختلف الرموز باختلاف نوع النشاط العقلي، أي ما إذا كان إدراكيا، أو نزوعيا أو وجدانيا، والمدى الذي يسمح فيه للوعي أن يشمله، فيمكن القول إذا: بأن العقل سلوك في وسط من الرموز.

ومما يرجع إلى اهتمامنا باللغة، ووظائفها في المجتمع أن يصبح من الضروري أن نعترف بأن سلوك الجماعة الإنسانية، تصبح له خصائص معينة، كلما وجد الرمز الاجتماعي أي التفاهم؛ وهذا النوع ن النشاط، الذي يشتمل على رمزية يؤدي في المجتمع نفس الوظيفة، التي يؤديها النشاط العقلي في الفرد.

فالتذمر الجمعي والوضع الجمعي للخطط، والإحساس الجمعي والإرادة الجمعية كل أولئك يتعدل بوجود أشكال رمزية، للتفاهم في الجماعة، هذه الرموز الجمعية هي التي تمكن الجماعة من أن تباشر نشاطها، وتمكنها اللغة من أن تباشر هذا النشاط بإتقان أعظم، وتجعل اللغة في قدرة الجماعة أن تمنح الرمز لعقلها الجمعي، فتعطيه القوة التي يصبح بها عقلا جمعيا واعيا.

والاعتراف بكل أولئك هام جدا لفهم وظيفة اللغة في المجتمعات الحديثة.

وطبيعة العقل الجماعي لا تحس إلا إذا اعترفنا بأنه شكل من أشكال السلوك الجماعي، وكما أن علم النفس يرى العقل الفردي جزءا جوهريا من مجموع سلوك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015