أهم لغة هي لغة السمع، التي ربما تساعدها أحيانا لغة بصرية هي الإشارات باليد والوجه، وأغلب اللغات البصرية المستعملة الآن مشتقة من اللغة السمعية، وهذا يصدق على الكتابة، ونظم الإشارة المختلفة، ولا تصبح اللغة حقيقة اجتماعية، إلا إذا كان العقل الإنساني ناميا ليستخدمها، وأصل اللغة من الناحية النفسية، يتلخص في خلق قيمة للرموز، وهذا ما يفرق بين لغة الإنسان، ولغة الحيوان.

والعلم الذي يدرس الكلام في اللغة "علم الأصوات"، يمكن أن يدرس ثلاث جهات من نشاطه، عملية إنتاج الصوت، ثم انتقاله بين المتكلم والسامع، ثم سماعه.

والإنتاج والسماع متساويان من ناحية الأهمية للغة؛ لأن اللغة إذا قدر لها أن توجد فلا بد لها له من شخصين متصلين على الأقل، ولا بد أن يقصد بالكلمة أن تكون مسموعة، ويلعب السماع دورا هاما في تغيرات اللغة، وبواسطة الأذن يحصل كل متكلم على عاداه النطقية، ولكن من الناحية النظرية، لا نستطيع أن نعطي السماع مكانا هاما في الدراسات اللغوي، ومن ثم أصبح علم الأصوات مقصورا زمنا طويلا على إنتاج الكلام.

ولا يضيف فندريس كثيرا إلى نظرية الكلام، وإنما يشرح الوسائل، والأجهزة التي تساعد على إنتاجه، وأما نظرته إلى اللغة، فهي في نطاق نظرة المدرسة الفرنسية التي على رأسها دي سوسور، وهو يتبع بالي في التفريق بين اللغة العقلية، واللغة العاطفية.

فعند أن "الفرق الأساسي بين اللغة العاطفية، واللغة العقلية إنما يتضح في تركيب الجملة؛ وهذا الفرق يبدو جليا حين نقارن لغة الكتابة بلغة الكلام1".

وإنما يكون الفرق في تركيب الجملة في نظره في اختيار المفردات، وفي طريقة ترتيب الكلمات في الجملة، أو ما يسميه البلاغيون "التقديم والتأخير".

أما لويس2، فإنه يعقد فصلا لعلاقة اللغة بالعقل الجمعي فيقول: إنه يقصد بالعقل الاتجاه النزوعي Conative للسلوك إلى إدراك Cognition البيئة عمليا أو نظريا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015