في جدول سير القطارات غير السفر بهذه القطارات، وبالاختصار يمكن القول: إن كل كود يختلف عن الأعمال، التي تتم بحسبه مطابقة لمقتضياته.

ولا ينطبق هذان الجانبان على النظر والعمل؛ لأن في كلامنا نظرا وعملا، وفي لغتنا كذلك، ونظرية الكلام من دراسة علم النفس، وتطبيقه من عمل المتكلم، ونظرية اللغة من دراسة علم اللغة، وتطبيق اللغة يقوم به هؤلاء الذين يعلمون ويدرسون كودها بأنفسهم، وكلما نجحنا في نقل مدركاتنا، فنحن نطبق الكلام، وكلما حللنا طريقة تعبيرية بنجاح، أو شرحناها، أو كونا جملة أجنبية بالطريقة التركيبية الخالصة، فنحن نطبق اللغة.

ويرى بلومفيلد1، وهو أحد تلاميذ وايس، ومن أتباع مذهب السلوكيين، أن أشق خطوة في دراسة اللغة هي الخطوة الأولى؛ لأن هذه الخطوة إذا كانت غير مضبوطة، أو كانت على الطريق الخاطئ، "فإنها ستقود المرء دائما في هذا الطريق الخاطئ، ولذلك يرى أن يبدأ دراسته بحدث كلامي بسيط، يفترضه بين فتى وفتاة يسيران في الطريق؛ فيرتب خطوات هذا الحادث كما يأتي:

1- تشعر الفتاة بالجوع.

2- ترى تفاحة على شجرة.

3- تحدث أصواتا بتكييف حنجرتها ولسانها وشفتيها.

4- يقفز الفتى على السور ويتسلق الشجرة، ويأخذ تفاحة ويحضرها إليها فيضعها في يدها.

5- تأخذ الفتاة التفاحة فتأ كلها.

يمكن أن يدرس هذا النسق من الحوادث بطرق مختلفة، ولكن الذين يدرسون اللغة سيفرقون بين الكلام والحوادث الأخرى التي نسميها أحداثا عملية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015