الفردية لا حاصل جمعها، هنا نشتق من جميع الأفراد مدركا كليا كالمدرك الكلي الذي نسميه حصانا، والذي لا يتفق معه حصان واحد في أي ناحية، لو نظرنا إليه بدقة.

ولهذا يرى يسبرسن أن يقسم المسأل لا إلى كلام، ولغة كما فعل دي سوسور بل إلى لغة فردية، ولغة جماعية.

وكما أن دي سوسور يتكلم عن صورة صوتية ذهنية، ينسج المتكلم على منوالها، يقول يسبرسن بفكرة التقسيم إلى كلام بالفعل وكلام بالقوة؛ فالكلمة المنطوقة فعلية، والكلمة التي تبقى في الذهن غير منطوقة، أو تبقى في القاموس غير مستعملة كلمة بالقوة، وكلاهما مشروط اجتماعيا، والفرق بين دي سوسور، وبين يسبرسن كما يراه الأخير أن المرء إذا قال كلمة، لا معنى لها فهي كلام عندي دي سوسور؛ لأنها عمل فردي فحسب، وهي هراء عند يسبرسن؛ لأن الكلام عنده مشروط من الناحية الاجتماعية، بمطابقة مستوى صوابي معين.

ويقول هارولد بالمر1: إن هذا الشيء المركب غير المتجانس الذي نسميه اللغة، يشتمل في الحقيقة على ناحيتين: أولا حاصل جمع أحوال النشاط الذهني والعضوي، الذي يقوم به شخص حين ينقل لشخص آخر "بالإشارة، أو النطق أو الكتابة" إدرا كاما "فكرة أو رأيا أو عاطفة"، وهذا هو الكلام، ثانيا حاصل جمع أوضع متعارف عليها منظمة ومقبولة من الجمهرة الاجتماعية التي تستعمل الناحية الأولى لتضمن الوضوح المتبادل بين أفراد هذه الجمهرة، وهذه هي اللغة. فالناحية الأولى طائفة من النشاطات الشخصية، والثانية طائفة من أوضاع التعارف، والكود التجاري يختلف عن الأعمال التي يستلزمها إرسال الرسائل به، ومنظمة الإشارات البحرية غير الأعمال، التي تستلزمها الإشارة بالأعلام، والكود الموسيقي من النغمات، والسكتات يختلف عن حركات العزف التي يؤديها الموسيقي، والكود الذي تجده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015