أو تنقل فكرة أو توضح غامضًا، ونادرا ما تعبر عن شعور مشترك، ولكن لتخلق استكفاء للغربة الاجتماعية.
وهذا الجانب من الموضوع، قد أكده مالينوفسكي في الماضي القريب في ملحق لكتاب في الايستيمولوجيا The Meaning of Meaning، لأوجدن وريتشارد.
وقد أجرى مالينوفسكي ملاحظاته في جزر تروبرياند بقرب غينيا الجديدة، حيث رأى كيف يسلك هؤلاء البدائيون، فيما يختص باستعمال اللغة. يرى مالينوفسكي أن اللغة في أشكالها البدائية، يمكن أن تدرس في ظل فهم أنواع النشاط الإنساني الأخرى، فتعتبر كإحدى طرق السلوك الإنساني في موقف عملي معين، وأهم ما في الأمر أن المرء يتصل بالآخر عن طريق الكلام، وكل إنسان يحب أن يلتقي مع أبناء جنسه، وهنا هو حيث تساعد اللغة المرء، وليس أكثر إيذاء لأحد الرجلين لا ثالث لهما من سكوت الآخر، فالرجل الصامت مخلوق رهيب، والغريب الذي لا يتكلم لغة البلاد، يعتبر عدوا في كل بلاد العلم، وأنواع التحية المختلفة كأنواع الأسئلة المرضية مثل "كيف حالك؟ أو "جاي من فين؟ " كل ذلك لا يقصد به نقل الأفكار، وإنما المقصود به إنشاء علاقة اجتماعية بين شخصين التقيا.
ويرى يسبرسن على عكس دي سوسور، أن أكثر الكلام فردية لا بد أن يكون مشروطا من الناحية الاجتماعية، وفي كل نطق كلامي عنصر اجتماعي إلا في حالة الطفل، الذي يناغي نفسه في المهد، أو في حالة الوحيد الذي يسلي نفسه بالغناء، أو الكلام المحرف، وإلا فكل متكلم لا بد أن يطابق في كلامه مقياسا اجتماعيا، فيتكلم كما يتكلم الآخرون، والسبب الوحيد الذي يدفعنا إلى الكلام هو الرغبة في التأثير في الآخرين، فلا بد لنا لهذا السبب أن نراعي ميولهم وما يرضيهم.
وكل شخص لهذا يفرض عليه مقياس من الخارج يقيس كلامه عليه، ويتعلم الشخص بملاحظته لكلام الآخرين، فاللغة إذا في نظر بسيرسن حاصل جمع بالنسبة للكلام؛ فكل الألسنة المختلفة تكون معا اللغة الشعبية، هذا صحيح فيما يختص بمجموع المفردات المستعملة من جميع الأفراد على الأقل، أما فيما يختص بالجوانب الأخرى للغة بما فيها النطق، فيمكن القول بأن اللغة الشعبية تعتبر متوسط الألسنة