والرجاء وعدم الاكتراث، والتحقير، وإثارة الغيظ، والإيلام، وإعلان العداوة، واستعمال الكلمات لمنع عمل عدواني، أو تأخيره، أو تعديله، ولإخفاء النوايا فتكون من ذلك دراسة ممتعة للمعنى، ويجب ألا ننسى في هذا المقام لغة الملق، والتحبب، والغزل، والمدح، واللوم، والدعاية، والإغراء، إن التقويم والحكم في المدح والذم الموجه إلى الأفراد، والأمم، والكتب والقصص، محدودة الشكل والصيغة أكثر مما يظن الكثير من الناس، ومعظم المتكلمين بالإنجليزية يعرفون نسبة كل تعبير، مما يأتي إلى التعبيرات الأخرى:
"a good man" , "agood chap", " agood felowl", a good sort" "a good scout'.
فلكل واحد من هذه التعبيرات دلالته الاجتماعية، وإن دراسة للتعليق على الكتب الجديدة في الصحف، لتظهر إلى أي مدى أصبح تقويم هذه الكتب في أسلوبه محددًا من الناحية الشكلية، وطرق التعبير، والمفردات، وليس معنى ذلك أن هذه التقويمات أصبحت لا معنى لها، ولكنها أصبحت مجموعة بسيطة من العلامات المحشودة، النافعة من الناحية العملية.
وإن التوسع في تقسيم الوظائف اللغوية الشكلية، ليؤدي إلى ملاحظة أنواع مختلفة من الكلام، كالكلام التقليدي، والديني، والإلحادي، والحر، والمحادثة العادية، ويأسف فيرث لتغلب النمطية، والمحدودية على المحادثات اليومية، وأن النظرة إلى هذه المحادثات ضيقة من وجهة نظر الثقافة، فكل ما يقال يدل على ما سيقال، وهذا نوع من أنواع الماجريات، فهناك قوة إيجابية في ما تقوله في موقف معين، وقوة سلبية في استخراج الحوادث، والظروف من الموقف الذي تستخدم فيه الكلمات، وسنجد في المحادثة مفتاح الفهم الحقيقي لطبيعة اللغة، وكيف تؤدي وظيفتها.
والترجمة من لغة إلى لغة في الواقع مليئة بمشاكل الدلالات، وهذه النظرية التي جاء بها فيرث تحليلات إمبريكالية عملية، لا نظرية للمعنى، ويمكن وصفها بأنها نسق من الماجريات، كل ما جرى منها في داخل الآخر، وتتجه جميعها إلى شرح