بتشابك الدوائر الاجتماعية، واللغوية، ولمنع انقسام لغوي أكثر على ما يبدو، ولتخفيف القوى المحافظة.
والتصميم التقسيمي المناسب للماجريات، يقتضينا أن نوسع من مدى فهمنا اللغوي، فبعض الأبواب الأولية في هذا التقسيم مثل التكلم، والسماع، والكتابة، والقراءة، والمحادثة، والتخاطب الرسمي، ولغة المدارس والقانون، والدين؛ كل أولئك أشكال كلامية خاصة، وربما أضفنا لذلك الكلام الذي يقوله المنفرد، وهو ما يسمى في الاصطلاح اللغوي "المونولوج"، والمواقف التي تقتضي معونة صوتية كما في الأدعية العامة، والهتاف، والغناء الجمعي، وما يسميه مالينوفسكي "Phatic communication"، وهو نوع من المحادثة لخلق صلة اجتماعيا بتبادل الكلمات، كتبادل التحيات، والكلام عن الطقس، وفي السياسة، وفي التبرم بشيء ما، أو مدحه، ويتم ذلك بين شخصين ليس بينهما ما يشتركان في الحديث فيه مما عدا ذلك، فيمنعان بالتخاطب السكوت المحرج.
وأصر مالينوفكسي أيضا على نوع من الكلام، يقوم التبادل الكلامي فيه بوظيفة هامة، هي المساعدة على إنجاز عمل، كالصيد، ورفع الأحمال، والبناء، والحفر، ويقول: إن معنى هذه الكلمات ليس إلا قيمتها العلمية في إنجاز العمل، وإلا فأي معنى في "يا سالمة يا سلامة" مثلًا؟ ومعظم العلامات اللغوية البصرية في أيامنا هذه ملاحظات، وتوجيهات من هذا النوع، كعلامة "احترس من القطارات"، و"اتجه إلى اليمن"، و"ممنوع الجلوس على الحشيش"، وهلم جرا.
وكثيرا من محادثاتنا، ومناقشاتنا يجور حول أعداد العمل الجماعي، أو المحدد اجتماعيا، فلغة الإدارة والحكومة لغة تخطيط، وتنظيم، وقيادة عامة، وما يتبع ذلك من مناقشة حول النجاح، أو الإخفاق في التخطيط والتنظيم، والقيادة إنما هو خلق صلة جماعية، في موقف الإخفاق والفشل، أو النجاح في العمل.
ولنا أن نلاحظ بعض المواقف العامة مثل.