للكلام، باعتباره عضوًا نشطا في المجموعة التي في سنه، وباعتباره تلميذا في طفولته، وشبابه.
وهناك إمكانيات عظيمة في دراسة تاريخ تغير المعنى من الطفولة إلى الكبر، في كلمات مثل: أب، أم، حب، طفل، لعب، لعبة، علم، نقود، ملابس، شراب، وهلم جرا، ويخصص فيرث اسم semasiology لدراسة التغير في المعنى، ويقترح أن يجعل الأصوات، والدلالة من الدراسات اللغوية العامة، وما يقابلها في لغة خاصة كالعربية سمي Phonology، و semasiology، ولقد كتب جماعة كتابة تخطيطية عن السير الأصواتية لبعض الأطفال، وأضافوا إليها شيئا من السير الجراماطيقية في عمومها، ولكننا لا نعلم الكثير حتى الآن عن تطور الفرد في اللغة، ومما له صلة بهذا النوع من السير ما يسميه فيرث تجميع الأدورا الاجتماعية، فعلى الرجل أن يلعب أدورًا مختلفة، ووظائف مختلفة، ويتقمص شخصيات مختلفة؛ في حياته العادية اليومية، فإذا لم يعلم كيف يقوم بتمثيل هذه الأدوار، ويحفظ ما يقال فيها، أخفق في تمثيل دوره في الدراما الاجتماعية الكبرى، بل ربما كان سببا في إخفاق الممثل الآخر الذي يقف أمامه، ما دام لا يعطيه مفاتيح جُمَله.
وتعدد الأدوار الاجتماعية، كعضوية المجموعة الشعبية العربية، وعضوية الأمة المصرية، وعضوية طبقة منها، وعضوية عائلة، أو مدرسة، أو ناد، وكالبنوة، والأخوة، والحب، والأبوة، وكون صاحب الدور عاملا، أو مصليا في مسجد، أو كنيسة، أو لاعبًا رياضيًا في مجموعة، أو قارئ جريدة خاصة لها قراؤها، أو خطيبًا، يتطلب قسطا من التخصص الاستعمالي اللغوي.
وتشابك الأدوار ذو نفوذ محافظ؛ لأن الكلمة ربما تستعمل في أدوار مختلفة، وربما يحدد استعمالها، ولكن ما دام الاستعمال الخاص لا يكتسب ضيقا، بسبب ظروفه الاستعمالية، أو توسعا في نسبة الورود Frequency، فلن تتأثر الاستعمالات الأخرى، ولصوت الراديو في المنازل نفس النفوذ؛ ما دامت ظروف السماع تسمح بذلك، ولكنه إحدى الأدوات التي جاء بها العصر لكسر الحواجز، والسماح