أن الكلمة إذا تعددت ماجرياتها، فإن المواقف كذلك تتعدد إلى ما لا نهاية. ولكن هناك روتينا من الأيام، والليالي، والشهور، والأعوام، ومعظم وقتنا ينقضي في خدمات روتينية، عائلية، أو مهنية، أو اجتماعية، أو وطنية، وليس الكلام هو الفوضى، التي لا حد لها كما ظن "بسبرسن"؛ لأنه محدد بالطرق والأدوار الاجتماعية، فإذا سلمنا بهذا، انتقلنا إلى القول بأن هذه الطرق يمكن تقسيمها، وإيجاد علاقاتها بالدور، وبالحوادث، والمناظر، والحركات، فالمحادثة طقوس معيارية محددة الطريقة والسلوك، فإذا تكلم إنسان إليك، فأنت في مجريات محددة، ولا تستطيع أن تكون حرا في قول ما يخطر على بالك، أو يسرك أن تقوله، لقد خلقنا أفرادًا، ولكننا نصبح اجتماعيين لحاجتنا إلى ذلك، وإلى أن نقوم بمجموعة من الأدوار، ونتقمص مجموعة من الشخصيات، ولهذا لا يصعب الفهم والتناول لأبواب المواقف، والأبواب اللغوية، وقد يجد كثير من الأبواب، نتيجة الملاحظة المنظمة للحقائق.

وتعلمنا الكلام روتين في الدورة اليومية أيضًا، والكلام عمل صوتي للتحكم في الأشياء، والناس، ومنهم المتكلم نفسه؛ عمل له علاقة بالماجريات، والمواقف أو له تكيف بكيفيتها، أن مما بيننا وبين بيئتنا إباحة الكلام، وتزداد كلماتنا باختلاطنا بما في هذه البيئة، وإن دراسة الكلمات في هذا الاختلاط الثقافي1 التنشيئي، ربما تصف هذه الناحية الدلالية.

ونحن قد نولد لنرث تركة ثقافية واسعة، ولكننا نأمل أن ننجح في حسن استخدام جزء منها على مراحل، ولسنا بحاجة إلى أن نؤكد أن لكل مرحلة من مراحل الطفولة، والشباب، لكل نوع من الأطفال، بيئة، وصيغا لغوية تتصل بها، وهناك حقل واسع للبحث في السير الكلامية، وهناك نصيب لكل فرع من فروع اللغة في دراسة أجزاء المعنى في تاريخ حياة المتكلم، وتاريخ اكتسابه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015