ثم ساق الكلام إلى أن قال: وما علمت أحداً في عصره كان أمّنَّ على أهل الإسلام منه؛ لما نشر من الحق، وقَمَعَ من الباطل، وأظهر من الحجج، وعلم من الخير (?)، رحمة الله ورضوانه عليه، وعَرَفَ الله جل ثناؤه ذلك له، وجمع بيننا وبين نبينا، صلى الله عليه وسلم، والصالحين من عباده، وبينه في جنته مع جميع الأحبَّة؛ إنه لطيف خبير.
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا محمد: جعفر بن محمد بن الحارث يقول: سمعت أبا الحسن: علي بن أبان الطبري يقول: سمعت أبا عبيد بن حربويه يقول:
سمعت «داود بن علي» يقول: كنت عند أبي ثَوْرٍ إذ دخل عليه رجل فقال: يا أبا ثور. أما ترى هذه المصيبة التي نزلت بالناس؟ قال: وما هي؟ قال: يقولون: إن «الثوري» أفقه من «الشافعي» فقال: يا سبحان الله، وقد قالوها! قال: نعم. قال: نحن نقول: إن الشافعي أفقه من إبراهيم النَّخَعِي وذَوِيه، وقد جاءنا هذا بالثوري (?).
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله: الزبير بن عبد الواحد يقول: سمعت أبا زُرْعَة: أحمد بن موسى المكي يقول:
سمعت هلال بن العلاء الرَّقي يقول: مَنَّ الله تبارك وتعالى على الناس بأربعة في زمانهم: الشافعي، وأحمد بن حنبل، وأبي عبيد، ويحيى بن معين.
فأما الشافعي، رضي الله عنه، فبفقه حديث النبي، صلى الله عليه وسلم.