أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو الوليد قال: حدثنا إبراهيم بن محمود قال: حدثني أبو سليمان قال: حدثني محفوظ بن أبي توبة قال:
كنا بمكة وأحمد بن حنبل جالس عند الشافعي وحدّث ابن عيينة، فقلت لأحمد: يا أبا عبد الله، قد حدّث ابن عيينة. فقال لي أحمد: هذا يفوت وذاك لا يفوت، وجلس عند الشافعي.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني الحسين بن محمد قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرني أبو عثمان الخوارزمي - نزيل مكة فيما كتب إليّ - قال: سمعت محمد بن الفضل البزاز يقول: سمعت أبي يقول:
حججت مع أحمد بن حنبل، فنزلنا في مكان واحد (?)، أو في دار - يعني بمكة - وخرج أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - باكراً، وخرجت أنا معه، فلما صلينا (?) الصبح درت المجلس فجئت مجلس سفيان بن عيينة، وكنت أدور مجلساً مجلساً طلبا لأبي عبد الله حتى وجدته عند شاب أعرابي وعليه ثياب مصبوغة، وعلى رأسه جُمَّة، فزاحمته حتى قعدت عند أحمد بن حنبل فقلت: يا أبا عبد الله، تركتَ ابن عُيَيْنَة وعنده الزُّهْرِي، وعمرو بن دينار، وزياد بن علاقة ومن التابعين (?) ما الله به عليم؟ فقال: اسكت، فإن فاتك حديث بعلو تجده (?) بنزول، فلا يضرك في دينك ولا في عقلك أو في فقهك. وإن فاتك عقل هذا الفتى أخاف أن لا تجده إلى يوم القيامة، ما رأيت أحدا أفقه في كتاب الله تعالى من هذا الفتى القرشي. قلت: من هذا؟ قال: محمد بن إدريس