أنا اليوم ابن سبعين أو بضع وسبعين سنة، حين (?) كبرت سنّي، ووهن عظمي ابتليت في حسني (?) وفيما يبدو مني، ولولا هواي (?) في يزيد لأبْصَرْتُ بَصَرِي.

أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن حَمْدَوَيه الضّبَي قال: سمعت محمد بن الفضل ابن إسحاق، قال: سمعت جدي يقول:

سمعت المزني يقول عند فراغه من قراءة المختصر يوم الأربعاء في ربيع الأول سنة تسع (?) وخمسين ومائتين قال:

سمعت الشافعي يقول: دخل ابن عمَامَة على عمرو بن العاص فوجده صائما وأطْعَم أصحابه طعاماً، وقام إلى صلاته فحسّنها وأتقنها، وجاءه مال فقال: أعطوا فلاناً وفلانا حتى أتى عليه فقال [له] (?) ابن عمامة: يا أبا عبد الله، لقد رأيتُ صلاة حسنة، وأطعمتَ إخوانك طعاماً وأنت صائم، أو كما قال، وجاءك مال لست أولى به من غيرك فقلت: أعطوا فلاناً وفلاناً حتى أتيتَ عليه. فيم ذاك يا أبا عبد الله؟

فقال: يا ابن عمامة، والله ما هو بالإسلام الذي دخلنا فيه مَحْضاً، ولا بالشِّرك الذي خرجنا منه مَحْضاً، فلو كانت الدنيا مع الدين أخذناها وإيّاه، ولو كانت تنحاز عن الباطل لأخذناه وتركناه، فلما رأيتُ ذلك كذلك خَلْطنا عملاً صالحاً وآخر سيئًا فعسى (?) الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015