حدثنا أحمد بن علي الأصبهاني، قال: حدثنا زكريا السّاجي، قال:

سمعت هارون بن سعيد الأَيْلي، يقول: ما رأيت مثل الشافعي: قدم علينا مصر، فقالوا: قدم رجل من قريش، فجئْناه وهو يصلّي، فما رأيتُ أحسن صلاة منه، ولا أحسن وجها منه، فلما قضى صلاته تكلّم، فما رأينا أحسن كلاماً منه، فافْتَتَنَّا به.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن حيان، قال: أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن زياد، قال:

حدثنا أحمد بن طاهر، قال: حدثنا جدي، قال: كان الشافعي يجلس إلى هذه الإِسْطِوَانَة في المسجد - وأرانا الشيخ الإسطوانة - فُتُلْقَى له طُنفُسة فيجلس عليها، وينْحنِي لوجهه؛ لأنه كام مِسْقاماً، فيصنف. وصنّف هذه الكتب في أربع سنين.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن، قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني [ابن (?)] محمد بن إدريس - قال: حدثنا بَحْر بن نصر الخَولاَنِي، بمصر، قال:

قدم الشافعي من الحجاز فبقى بمصر أربع سنين، ووضع هذه الكتب في أربع سنين، ثم مات. وكان أقدم معه من الحجاز «كتبَ ابن عيينة»، وخرج إلى يحيى بن حسّان فكتب عنه، وأخذ كتاباً من [كتب (?)] أَشْهَب بن عبد العزيز فيه آثار وكلام من كلام أشهب. وكان يضع الكتب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015