الباب التاسِع
في بيان غَزارة علمه وقوة فَهمه وفقهه
أَخبرنا محمد بن أَبي منصور، قال: أَنبأَنا عبد القادر بن محمد، قال: أَنبأَنا إبراهيم بن عمر، قال: أَنبأَنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدثنا أَحمد بن محمد الخلال، قال: سمعت أَبا القاسم بن الجُبُّلي- وكفاك به- يقول: أكثرُ الناس يظنون أَن أَحمد بن حنبل إِنما كان أَكثر ذكره لموضع المِحنة، وليس هو كذاك، كان أَحمد بن حنبل إِذا سُئِلَ عن المسأَلة كأَن علم الدنيا بين عَينيه.
أَخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرنا أَبو عقيل أَحمد بن عيسى القَزاز، قال: حدثنا عبد العزيز بن الحارث التميمي، قال: حدثنا إبراهيم بن عمر بن محمد النَّساج، قال: سمعت إبراهيم الحربي، يقول: أَدركت ثلاثة لن يُرى مثلهم، تَعْجِزُ النساءُ أَن يلِدان مثلهم، رأَيت أَبا عُبيد القاسم بن سَلّام ما مثَّلتُه إِلا بجبل نُفخ فيه روح، ورأَيتُ بشر بن الحارث فما شَبهته إلا برجل عُجِنَ من قَرنه إِلى قَدمه عقلاً، ورأَيت أَحمد بن حنبل فرأَيت كأنَّ الله جَمع له علم الأَولين والآخرين من كل صنف، يقول ما شاءَ ويُمسك ما شاءَ.