يذكر عن محمد بن أَحمد بن جعفر الصَّيرفي، قال: حدثنا أَبو جعفر أَحمد بن محمد بن سُليمان التُّسْتَري، قال: قيل لأَبي زُرْعَة: من رأَيتَ من المشايخ المحدثين أحفظ؟ فقال: أَحمد بن حنبل، حُزِرَت كتبه في اليوم الذي مات فيه فبلغت اثني عشر حِملاً وعِدلاً، ما كان على ظهر كتاب منها "حديث فلان"، ولا في بطنه "حدثنا فلان" وكل ذلك كان يحفظه من ظهر قلبه.
أَخبرنا محمد بن أَبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أَنبأَنا أَبو إِسحاق البَرْمَكي، قال: أَنبأَنا أَبو بكر عبد العزيز بن جعفر، قال: أخبرنا أَبو بكر الخَلال، قال: حدثنا الحسن بن مُنَبه، قال: سمعت أَبا زُرعة، يقول: أَتيت أَحمد بن حنبل فقلت: أخرِج إِليّ حديثَ سفيان، فأخرج إِليّ أَجزاء كلها "سُفيان" "سُفيان"، ليسَ على حديث منها: حدثنا فلان، فظننت أَنها عن رَجل واحد، فجعلت أنتَخِبُ، فلما قرأَ عليَّ جعل يقول في الأَحاديث: حدثنا وكيع ويحيى، وحدثنا فلان. قال: فعجبتُ من ذلك. قال أَبو زُرعة: فَجَهَدْتُ في عمري أَن أَقدر على شيءٍ من هذا فلم أَقدِرْ.
قال الخلال: وحدثنا أَبو بكر المرُّوذي، قال: سمعتُ أَبا عبد الله يقول: كنت أذاكر وكيعاً بحديث الثوري، فكان إِذا صلى عشاءَ الآخرة خرج من المسجد إلى منزله، فكنتُ أُذاكره، فربما ذكر تسعة أَحاديث أَو العشرة فاحْفظها، فإِذا دخل قال لي أَصحاب الحديث: أَمِلَّ علينا، فأمِلُّها عَليهم، فيكتبونها.
قال الخلال: وحدثنا أَبو إِسماعيل محمد بن إِسماعيل الترمذي، قال: