المبتدعة, فقمعهم, وكان النَّصر لطائفته, إلا أنه أُخذ وحُبس؛ فضج الناس من حَبسه, فأخرج إلى الحريم الطاهري بالجانب الغربي, فتوفى هناك في يوم الخميس للنصف من صَفر سنة سبعين وأربع مئة وكان يومًا مشهودًا, وحُفر له إلى جانب قبر أحمد, ولزم الناس قبره ليلًا ونهارًا, فيقال: إنه خُتم على قبره في مدة شهور أكثر من عشرة آلاف ختمة.
ورآه بعضهم في المنام؟ فقال: ما فَعل الله بك؟ قال: لما وُضعت في قبري رأيتُ قبة من دُرة بيضاء لها ثلاثة أبواب, وقائل يقول: هذه لكَ ادخل من أي أبوابها شئت. ورآه آخر في المنام, فقال: ما فعل الله بك؟ قال: التقيتُ بأبي عبد الله أحمد بن حنبل, فقال لي: يا أبا جعفر, لقد جاهدتَ في الله حق جهاده؛ وقد أَعطاك الله الرضا.
عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مَنْدَة الأصبهاني أبو القاسم, له التصانيف, وكان من أهل السنّة الكبار, توفى سنة سبعين وأربع مئة.
أبو بكر أحمد بن محمد الرازي المقرئ, المعروف بابن حَمدويه, سمع من أبي الحسين بن سَمعون وغيره, وتفقه على القاضي أبي يعلى, وتوفي في ذي الحجة سنة سبعين.
أبو علي الحسن بن أحمد بن البنا, سمع الحديث الكثير وقرأ بالقراءات, وتفقه على القاضي أبي يعلى, ودرس التصانيف الكثيرة في فنون العلوم.
وقال: صنفت خمس مئة مصنّف, وكانت له حلقة للفقه والحديث, وتوفي في رجب سنة إحدى وسبعين, ودفن بمقبرة أحمد.