القاسم بن بشران, وأبي محمد الخَلّال, وأبي إسحاق البَرْمكي, والعشاري, وابن المُذهب, وغيرهم.
وتفقه على القاضي أبي يعلى, وكان فَقيهًا مصنفًا ديّنًا عفيفًا, وكان أحد شهود أبي عبد الله الدّامغَاني, وتولّى تزكيته القاضي أبو يعلى, ثم ترك الشهادة قبل وفاته.
ولم يزل يدرس في مَسجد بسكّة الخرقي من باب البَصرة, وبجامع المنصور, ثم انتقل إلى الجانب الشرقي يُدرس في مسجد مقابل لدار الخِلافة, ثم انتقل في سنة ست وستين لأجل ما لحق نهر المُعلّى من الغرق إلى باب الطّاق, وسكن في درب الديوان من الرُّصافة, ودَرَّس بجامع المهدي, وبالمسجد الذي بباب دَرب الديوان, وكان له مجلس نَظر.
ولما احتضر القاضي أبو يعلى, أوصى أن يغسله الشريف أبو جعفر, فلما احتضر القائم بأمر الله, قال: يغسلني عبد الخالق فَفعل, ولم يأخذ مما هُناك شيئًا, فقيل له: قَد وصى لك أمير المؤمنين بأشياء كثيرة, فأبى أن يأخذ, فقيل له: فقميص أمير المؤمنين تتبرك به, فأخذ فوطة نفسه, فنشفه بها, وقال: قد لحق هذه الفوطة بَركة أمير المؤمنين, ثم استدعاه في مكانه المقتدي فبايعه منفردًا.
فلما وصل إلى بَغداد ولدُ القُشيري, وظهرت الفتن, وكان هو شديدًا على