كان الشافعي فصيحًا فمسلم، وذلك لا يعطي التقدم على غيره، لأن التقدم بكثرة العلم. على أنه قد أخذ عليه كلمات، فقالوا: قد قال: ماء مالح. وإنما يقال: ملح، وقال: {أَلّا تَعولوا}: يكثر عيالكم. ومعناه عند اللغويين: أن لا تميلوا. وقال: إذا أشلى كلباً- يريد: أغراه- وإنما الإشلاء عند العرب الاستدعاء. وقال: ثوب يسوى كذا، والعرب تقول: يساوي.
وقال أبو بكر المروزي: كان أحمد بن حنبل لا يلحن في الكلام. فإن قالوا: فقد روى عنه، قلنا: لأنه كان أكبر سناً منه، وقد روى الشافعي عن مالك وهو مقدم عندكمعليه، على أنه قد روى الشافعي عن أحمد أيضاً على ما قد سبق بيانه.
قال البويطي: سمعت الشافعي، يقول: كل شيء في كتبي [حدثني الثقة، فهو أحمد بن حنبل]. وقال بعض أهل العلم: فهو أحمد بن حنبل.
هذا قدر الانتصار لاختيارنا ورحمة الله على الكل، وللناس فيما يعشقون مذاهب.