كما يقرأ الفاتحة، ومن نظر في كتاب "العلل" لأبي بكر الخلال عرف ذلك، ولم يكن هذا لأحد منهم، كذلك انفراده في علم النقل بفتاوى الصحابة وفضائلهم وإجماعهم واختلافهم لا ينازع في ذلك.
وأما علم العربية، فقد قال أحمد: كتبت من العربية أكثر مما كتب أبو عمرو الشيباني.
وأما القياس: فله من الاستنباط ما يطول شرحه، وقد أشرنا إلى بعض ذلك في باب قوة فهمه.
ثم إنه ضم إلى العلوم ما عجز عنه القوم من الزهد في الدنيا، وقوة الورع، ولم ينقل عن أحد من الأئمة أنه امتنع من أرفاق السلطان وهدايا الإخوان كامتناعه، ولولا خدش وجوه فضائلهم رضي الله عنهم، لذكرنا عنهم ما قبلوه وترخصوا بأخذه.
وقد سبق في كتابنا هذا من زهده في المباحات ما يكفي ويشفي ثم إنه ضم إلى ذلك الصبر على الامتحان وبذل المهجة في نصرة الحق، ولم يكن ذلك لغيره.
وقد اخبرنا المحمدان: ابن ناصر، وابن عبد الباقي، قالا: أخبرنا حمد بن أحمد، قال: حدثنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل، قال: أخبرني محمد بن يحيى بن آدم الجوهري، قال: حدثنا محمد بن