الباب الثامن والتسعون
في سبب اختيارنا لمذهبه على مذهب غيره
اعلم وفقك الله؛ أنه إنما يتبين الصواب في الأمور المشتبهة لمن أعرض عن الهوى، والتفت عن العصبية، وقصد الحق بطريقه، ولم ينظر في أسماء الرجال ولا في صيتهم، فذلك الذي ينجلي له غامض المشتبه، فأما من مال به الهوى، فعسير تقويمه.
واعلم: أنا نظرنا في أدلة الشرع وأصول الفقه وسبرنا أحوال الأعلام المجتهدين، فرأينا هذا الرجل أوفرهم حظاً من تلك العلوم، فإنه كان من الحافظين لكتاب الله عز وجل.
قال أبو بكر بن حمدان القطيعي: قرأت على عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: لقنني أبي أحمد بن حنبل القرآن كله باختياره. وقرأ أحمد بن حنبل على يحيى بن آدم، وعبيد بن الصباح، وإسماعيل بن جعفر وغيرهم بإسنادهم، وكان أحمد لا يميل شيئاً في القرآن، ويروي الحديث: "أنزل