من شدة الألم والوجع وكثرة الصياح فرجوا أن يكون فرجه في أن يرد إلى التنور، فردوه إلى التنور ثانية، فلما وجد مس النار سكن صياحه وتفطرت النفاخات التي كانت خرجت ببدنه وخمدت، وبرد في جوف التنور، فأخرج من التنور، وقد احترق وصار أسود كالفحم، فلم تمض به ساعة حتى قضى.

فأضحك أنه لم يدع أحد منهم على نفسه في تلك الساعة بدعاء إلا استجاب الله له في نفسه.

قلت: وقد رويت لنا هذه الحكاية على وجه آخر.

أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قال: سمعت أبا العباس السياري، يقول: سمعت أبا العباس بن سعيد المروزي، قال: لما جلس المتوكل دخل عليه عبد العزيز بن يحيى المكي، فقال: يا أمير المؤمنين، ما رئي أعجب من أمر الواثق! قتل أحمد بن نصر، وكان لسانه يقرأ القرآن إلى أن دفن، قال: فوجد المتوكل من كل ذلك وساءه ما سمعه في أخيه، إذ دخل عليه محمد بن عبد الملك الزيات، فقال له: يا ابن عبد الملك، في قلبي من قتل أحمد بن نصر، فقال: يا أمير المؤمنين، أحرقني الله بالنار إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافراً.

قال: ودخل عليه هرثمة، فقال: يا هرثمة في نفسي من قتل أحمد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015