محمد بن الحسين الرازي، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين ابن معاوية الرازي، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب أبو محمد، قال: سمعت مسعر بن محمد بن وهب يحدث أبي، قال: كنت مؤدباً للمتوكل قبل أن يلي الخلافة، فلما ولي الخلافة، أنزلني حجرة من حجر الخاصة، فربما كانت تعرض في فكرته مسألة في الدين، فيوجه إلي، فيسألني عنها، وكان إذا جلس للخاصة أقوم على رأسه، فإن افتقدني دعاني حتى أقف موقفي، لا يخليني منه ليلاً ولا نهاراً إلا في وقت خلوته، وأنه جلس للخاصة ذات يوم في مجلسه الذي كان يسمى الوديع، ثم قام منه حتى دخل بيتاً له من قوارير سقفه وحيطانه وأرضه، وقد أجري له الماء فيه، فالماء يعلو على البيت وأسفله وحيطانه يتقلب فيه، يرى من هو داخله، كأنه في جوف الماء جالس، وقد فرش له فراش من قباطي مصر، وسائدها ومخادها الأرجوان، فجلس في مجلسه، وجلس عن يمينه الفتح بن خاقان، وعبيد الله بن خاقان، وعن يساره بغا الكبير، ووصيف، وأنا واقف في زاوية البيت اليمنى مما يليه، وخادم آخذ بعضادة الباب واقف، إذ ضحك المتوكل، فأرم القوم وسكتوا. فقال: ألا تسألوني مم ضحكت؟ فقالوا: مم ضحك أمير المؤمنين، أضحك الله سنه؟ فقال: أضحكني أني ذات يوم واقف على رأس الواثق، وقد قعد للخاصة في مجلسي الذي كنت فيه جالساً، وأنا واقف على رأسه، إذ قام من مجلسه فجاء حتى دخل هذا البيت الذي دخلته، فجلس في مجلسي هذا، ورمت الدخول،