منعني، فرأيته فيا لمنام، فسلمت عليه، فلم يرد علي السلام، وأعرض عني، فقلت: يا ثابت، ما تكلمني وأنت صديقي، وبيني وبينك مودة؟! فقال: أنت صديقي ولم تصل علي! فاعتذرت إليه. ثم قال له: حدثني كيف أنت بمقبرة أحمد بن حنبل؟ - لأنه دفن هناك- فقال لي: ليس في مقبرة أحمد أحد يعذب بالنار، فقلت له ما تقول في مقابر قريش؟ فقال: لا أعلم ما ثم، ما عندنا حدثتك به، فقلت: إذا قدم أحد عليكم تزورونه وتستخبرونه؟ فقال: إذا قدم علينا أحد زرناه واستخبرناه عن الأحياء.
قال: قرأت بخط شيخنا أبي الحسن علي بن عبد الله بن الزاغوني، قال: كشف قبر إمامنا أحمد بن حنبل حين دفن الشريف أبو جعفر ابن أبي موسى إلى جانبه، وجثته لم تتغير وكفنه صحيح لم يبل.
قلت: بين وفاة الإمام أحمد بن حنبل، ووفاة الشريف أبي جعفر مئتا سنة وتسع وعشرون.