أنبأنا محمد بن أبي منصور، عن أبي علي الحسن بن أحمد الفقيه، قال: لما ماتت أم القطيعي، دفنها في جوار أحمد بن حنبل فرآها بعد ليال فقال: ما فعل الله بك فقالت: يا بني، رضي الله عنك، فلقد دفنتني في جوار رجل ينزل على قبره في كل ليلة- أو قالت: في كل ليلة جمعة- رحمة تعم جميع أهل المقبرة، وأنا منهم.
قال أبو علي: وحكى أبو طاهر الجمال- شيخ صالح- قال: قرأت ليلة وأنا في مقبرة أحمد بن حنبل، قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}. ثم حملتني عيني، فسمعت قائلاً يقول: ما فينا شقي والحمد لله ببرك احمد بن حنبل.
قلت: وبلغني عن بعض السلف القدماء، قال: كانت عندنا عجوز من المتعبدات قد خلت بالعبادة خمسين سنة، فأصبحت ذات يوم مذعورة، فقالت: جاءني بعض الجن في منامي، فقال: إني قرينك من الجن، وإن الجن استرقت السمع بتعزية الملائكة بعضها بعضاً بموت رجل صالح يقال له: أحمد بن حنبل، وتربته في موضع كذا، وإن الله يغفر لمن جاوره، فإن استطعت أن تجاوريه في وقت وفاتك فافعلي، فإني لك ناصح، وإنك ميتة بعده بليلة، فماتت كذلك، فعلمنا أنه منام حق.
أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ، قال: حدثني أبو البركات طلحة بن أحمد بن طلحة القاضي، قال: كان لي صديق اسمه ثابت، وكان رجلاً صالحاً يقرأ القرآن، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، فتوفي، فلم أصل عليه لعذر