أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قال: حدثنا محمد بن حفص أبو عبد الله الخصيب، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن داود المؤدب، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: كنا عند أحمد بن حنبل، فجاءه رجل فدق الباب، وكنا قد دخلنا عليه مستخفين، فظننا أنه قد غمز بنا، فدق ثانية وثالثة، فقال أحمد: ادخل، فدخل فسلم، وقال: أيكم أحمد فأشار بعضنا إليه، فقال: جئت من البحر مسيرة أربع مئة فرسخ، أتاني آت في منامي، فقال: ائت أحمد بن حنبل، وسل عنه فإنك تدل عليه، وقل له: إن الله عز وجل عنك راض، وملائكة سماواته عنك راضون، وملائكة أرضه عنك راضون. قال: ثم خرج، فما سأله عن حديث ولا مسألة.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، ومحمد بن أبي القاسم، قالا: اخبرنا أبو الفضل ابن أحمد الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: كنا في أيام المعتصم يوماً جلوساً عند أحمد بن حنبل، فدخل رجل، فقال: من منكم أحمد بن حنبل؟ فسكتنا فمل نقل شيئاً، فقال أحمد: هاأنذا أحمد، فما حاجتك؟ قال: جئتك من أربع مئة فرخس براً وبحراً، كنت ليلة جمعة نائماً، فأتاني آت فقال لي: تعرف أحمد بن حنبل؟ قلت: لا، قال: فأت بغداد وسل عنه، فإذا رأيته فقل له: إن الخضر يقرئك السلام،