حنبل جلوساً إذ جاءه رجل، فقال: من منكم أحمد بن حنبل؟ فسكتنا فلم نقل شيئاً، فقال: أنا أحمد بن حنبل، ما حاجتك؟ قال: ضربت إليك من أربع مئة فرسخ برها وبحرها، جاءني الخضر ليلة الجمعة، قال لي: لم لا تخرج إلى أحمد بن حنبل؟ فقلت: لا أعرفه، فقال: تأتي بغداد وتسأل عنه، وقل له: إن ساكنا لسماء الذي على عرشه راض عنك، وسائر الملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله عز وجل.
أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم، قال: أخبنرا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن شاذان، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن نافع، قال: حدثنا الحسن بن إدريس السجستاني، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: كنت مع أحمد بن حنبل في مسجده ببغداد، ونحن جماعة وقد صلينا الصبح، إذ دل رجل، فقال: من منكم أحمد بن حنبل؟ فسكتنا نحن هيبة لأحمد، فقال أحمد: أنا أحمد، ما حاجتك؟ قال: جئت براً وبحراً أربع مئة فرسخ، أتاني آت في ليلة جمعة، فقال: أنا الخضر، اخرج إلى بغداد فسل عن أحمد بن حنبل، فقل له: إن ساكن العرش والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك، فقال أحمد: الأعمال بالخواتيم، فلما أراد القيام، قال أحمد للرجل: ألك حاجة سوى الذي جئت له؟ قال: لا، ورجع.