جلده. فقال لي الشافعي: ليس نفجعك به، ولكن بله، وادفع إلينا الماء حتى أشركك فيه.
أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: وجدت في كتاب أبي، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن شاذان، قال: حدثنا أبو عيسى يحيى بن سهل العكبري إجازة، قال البرمكي: وكتبت من مدرجة أبي إسحاق بن شاقلا- وقدم علينا، فاستجزت منه- قالا: حدثنا أبو القاسم حمزة بن الحسن الهاشمي الشافعي- وكان ثقة- قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد النيسابوري، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: كتب على يدي الشافعي كتاباً إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، ثم قال لي: يا أبا سليمان، انحدر بكتابي هذا إلى العراق ولا تقرأه، فأخذت الكتاب وخرجت من مصر حتى قدمت العراق فوافيت مسجد أحمد بن حنبل، فصادفته يصلي الفجر فصليت معه، وكنت لم أركع السنة، فقمت أركع عقيب الصلاة، فجعل ينظر إلي ملياً حتى عرفني، فلما سلمت من صلاتي سلمت عليه وأوصلت الكتاب إليه، فجعل يسألني عن الشافعي طويلاً قبل أن ينظر في الكتاب، ثم فضه وقرأه حتى إذا بلغ موضعاً منه بكى، وقال: أرجو الله تعالى أن يحقق ما قاله الشافعي، قلت: يا أبا عبد الله، أي شيء قد كتب؟ قال: إنه يذكر في كتابه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه وهو يقول له: يا ابن إدريس، بشر هذا الفتى أبا عبد الله أحمد بن حنبل