والشافعي، فرأيت كأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مالك فأجلسه إلى جنب أبي بكر، وأخذ بيد أحمد فأجلسه إلى جنب عمر، وأخذ بيد إسحاق فأجلسه إلى جنب عثمان، وأخذ بيد الشافعي فأجلسه إلى جنب علي، قال الزبيري: فسألت بعض العلماء بالتعبير عن ذلك فقال: منزلة مالك من العلماء كمنزلة أبي بكر في الصحافة لم يختلف فيه أحد، ومنزلة أحمد كمنزلة عمر في صلابته وجلادته وأنه لم تأخذه في الله لومة لائم، كذلك كان أحمد بن حنبل احتمل الشدائد ولم يتكلم في القرآن إلا بحق، ولم يضعف في المحهن، ومنزلة إسحاق كمنزلة عثمان، لقي إسحاق في بلدته من أهل الإرجاء ما لقي حتى فارق بلدته، ومنزلة الشافعي كمنزلة علي، فإنه كان أقضاهم، كذلك كان الشافعي أعلم بالفقه والقضايا.
أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد بن يوسف، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق المدايني، قال: حدثنا أبو الفضل الوراق، قال: حدثني أحمد بن هانئ، عن صدقة المقبري، قال: كان في نفسي شيء على أحمد بن حنبل، قال: فرأيت في النوم كأن النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في طريق وهو آخذ بيد أحمد بن حنبل، وهما يمشيان على تؤدة ورفق، وأنا خلفهما أجهد نفسي أن ألحق بهما فما أقدر، فلما استيقظت ذهب ما كان في نفسي، ثم رأيت بعد كأنني في الموسم، وكأن