الباب التاسع والثمانون
في ذكر التَّعازي به
قد ذكر أولاد أحمد رضي الله عنه: أن خلقاً كثيراً عزّوهم عنه، وأن جماعةً من الصالحين لم يُعرفوا جاءوا للتعزية، فلم أطل بذكر ذلك، ونما ذكرتُ نبذة من مشهور ذلك.
أخبرنا ابن أبي منصور قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا صالح بن أحمد، قال: جاءَ كِتاب المتوكل بَعد أيام من موت أبي إلى مُحمد بن عبد الله بن طاهر يأمره بتعزيتنا، ويأمر بحمل الكتب، فحملتها، وقلت: إنها لنا سماعٌ، فتكون في أيدينا وتُنسخ عندنا، فقال: أقول لأمير المؤمنين، فلم يزل يدافع الأمر، ولم تَخرج عن أيدينا والحمدُ لله ربُ العالمين.
قرأتُ على محمد بن أبي منصور، عن أبي القاسم بن البُسْري، عن أبي عبد الله بن بَطّة، قال: حدثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدثنا أبو بكر الخلال، قال: حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا صالح بن أحمد، قال كتبَ إليّ أخٌ لي يُعزيني عن أبي:
بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فإنّ الله عز وجل حتم الموت على عباده حتماً عدلاً، على بريته كافة قضاء فصلاً، حتى يأتي ذلك على جميع من ذرأ وبرأ؛ وكان ممن أتى عليه حتم الله وقضاؤه أبو عبد الله رحمة الله عليه، دعاه الله إليه فأجابه رَضيًّا مرضيّا نَقيًّا من الدَّنس والعيب، طاهر الثوب، غير مبتدع ولا