منه إليَّ، ولقينا عمّه، فقال: لِمَ أردتُم أن تقولوا له؟ وما كان علمه إذا أخذتم شيئاً؟ فدخل عليه، فقال: يا أبا عبد الله، لستُ آخذ شيئاً من هذا، فقال: الحمدُ لله، فهجَرنا وسدَّ الأبواب بيننا، وتحامى منازلنا أن يدخل منها إلى منزله شيءٌ، وقد كان قديماً قبل أن نأخذ من السلطان يأكل عندنا، وربما وَجَّهنا بالشيءِ فيأكل منه، فلما مَضى نحو من شَهرين، كتب لنا بشيء فجيء به إلينا، فأول من جاء عَمه فأخذ، فأخبر فجاء إلى الباب الذي كانَ سدَّه بيني وبينه وقد فَتح الصبيان كُوة، فقال: ادعوا إليَّ صالحاً، فجاءَني الرسولُ، فقلت له: لستُ أجيء، فوجَّه إليّ: لم لا تجيء؟ فقلتُ له: هذا ارزق يَرتزقه جماعة كثيرة، وإنما أنا واحد منهم، وليس فيهم أعذر مني، فإذا كان توبيخٌ خُصِصْتُ به أنا، فمضى، فلما نادى عَمّه بالأذان خَرج، فلما خرج، قيل له: إنه قد خَرج إلى المسجد، فجئتُ حتى صرت في الموضع الذي أسمع له: إنه قد خَرج إلى المسجد، فجئت حتى صرت في الموضع الذي أسمع كلامه، فلما فَرغ من الصلاة التفتَ إلى عمه، ثم قال له: يا عدو الله، نافَقتني وكَذبتني وان غيُرك أعذر مِنك! زعمتَ أنك لا تأخذ من هذا شيئاً ثم أخذتَ، فأنت تستغل مئتي درهم، وعمدتَ إلى طريق المسلمين تَستغله، إنما أشفق أن تُطوق يوم القيامة بسَبع أرضين. ثم هَجره وتركَ الصلاةَ في المسجد، وخَرج إلى مسجدٍ آخر يُصلي فيه.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، ومحمد بن أبي القاسم، قالا: أخبرنا حَمْد بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو بَكر بن مالك، قال: حدثنا أبو جَعفر بن ريح العُكْبَري، قال: طلبتُ أحمد بن حنبل