أخبرنا محمد بن ناصر, قال: أنبأنا الحسن بن أحمد الفقيه, قال: أخبرنا عُبيد الله بن أحمد, قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبيد الله الكاتب, قال: حدثنا أبو على الحَسن بن مَحمد بن عثمان الفَسَوى, قال: حدثنى داود بن عَرفة, قال: حدثنا مَيمون بن الأصبغ, قال: كنتُ ببغداد, فسمعتُ ضَجّة, فقلتُ: ما هذا؟ فقالوا: أحمدُ بن حنبل يُمتَحن. فأتيتُ منزلى, فأخذتُ مالًا له خَطر, فذهبتُ به إلى من يُدخلنى إلى المجلس, فأدخلونى, فإذا بالسيوف قد جُرِّدت, وبالرّماح قد رُكزت, وبالتِّراس قد نُصبت, وبالسياط قد طُرحت, فألبسونى قَباءٍ أسود, ومِنْطَقَة وسَيفًا, ووقفونى حيثُ أسمع الكلام, فأتى أمير المؤمنين, فجلس على كرسى, وأتى بأحمد بن حنبل, فقال له: وقرابتى من رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأضربتّك بالسياط, أو تقولَ كما أقولُ, ثم التفت إلى جلاد, فقال: خُذه إليك, فأخذه. فلما ضُرب سوطًا قال: بسم الله, فلما ضُرب الثانى قال: لا حَول ولا قُوة إلا بالله, فلما ضُرب الثالث قال: القرآن كلامُ الله غير مَخلوق, فلما ضُرب الرابع قال: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا). فضربه تسعةَ وعشرين سوطًا, وكانت تِكّة أحمد حاشِية ثوب, فانقطعت, فَنزل السراويل إلى عانَته, فقلتُ: الساعةَ ينهتِك, فرمى أحمدُ طَرفه نَحو السماءِ وحرَّك شَفتيه, فما كان بأسرع من أن بَقى السراويل لم ينزل. قال ميمون: فَدخلت إليه بعد سَبعة أيام, فقلت: يا أبا عبد الله, رأيتُك يوم ضَربوك قد انحلَّ سراويلك, فرفعتَ طرفك نحو السماءِ,

طور بواسطة نورين ميديا © 2015