فجعل عُجيْف يَنخسنى بقائم سيفه. وقال: تريد أن تغلبَ هؤلاء كلهم؟ وجعل بعضهم يقول: وَيلك! الخليفة على رأسك قائم! وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين, دمهُ فى عنقى, اقتله. وجعلوا يقولون له: يا أمير المؤمنين, أنت صائم, وأنت فى الشمس قائم! فقال لي: وَيحك يا أحمد! ما تقول؟ فأقول: أعطونى شيئًا من كتاب الله عزَّ وجلَّ أو سُنة رسوله صلى الله عليه وسلم, أقول به. قال: ثم رجع فجلس, ثم قال للجلاد: تَقدم, أوجع قَطع الله يدَك ثم قام الثانية, فجعل يقول: ويحك يا أحمد! أجبنى, فجعلوا يُقبلون علىّ ويقولون: ويلك يا أحمد! إمامك على رأسك قائم! وجعل عبد الرحمن يقول: من صَنع من أصحابك فى هذا الأمر ما تَصنع؟ قال: وجَعل يقول - يعنى المعتصم -: وَيحك! أجبنى إلى شىء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي. قال: فقلت: يا أمير المؤمنين, أعطونى شيئًا من كتاب الله عزَّ وجلَّ أو سُنة رسوله حتى أقول به. قال: فرجع فَجلس, فقال للجلادين: تَقدموا, فجعل الجلاد يتقدَّم ويَضربني سوطين ويتنحى, وهو في خلال ذلك يقول: شُدَّ قطع الله يدك! قال أبي: فذهبَ عقلي, فأفقتُ بعد ذلك, فإذا الأقيادُ قد أُطلقت عني, فقال لي رجل ممن حضر: إنا كبَبْناك على وَجهك, وطَرحنا على ظهرك باريّةً ودُسْناكَ. قال أبي: فما شعرتُ بذلك, وأتونى بسَويق. فقالوا لى: اشرب وَتقيأ, فقلت: لست أفطر. ثم جيء بى إلى دار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015