خُذ ناتئ الخشبتين بيديك وشُدَّ عليهما, فلم أفهم ما قال؛ فَتخلَّعت يَداى.
أخبرنا عبد الملك بن أبى القاسم, قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصارى, قال: أخبرنا أبو يَعقوب, قال: أخبرنا جدى, قال: أخبرنا محمد بن أبى جعفر المنذرى, وأبو أحمد بن أبى أُسامة, قالا: سَمعنا محمد بن إبراهيم البُوشَنْجى, يقول: ذَكروا أن المعتصم لانَ فى أمر أحمد لما عُلِّق فى العُقابين, ورأى ثبوته وتصميمه وصَلابته فى أمره, حتى أغراه ابنُ أبى دُؤاد, وقال له: إن تركته, قيل: إنك تركتَ مذهب المأمون وسَخِطتَ قوله, فهاجَه ذلك على ضربه.
أخبرنا ابن ناصر, قال: أخبرنا ابن يوسف, قال: أخبرنا البَرْمَكى, قال أخبرنا ابن مَرْدَك, قال: حدثنا ابن أبى حاتم, قال: حدثنا صالح, قال: قال أبى: لما جىءَ بالسياط نَظر إليها المعتصم, فقال: ائتونى بغيرها, فأتى بغيرها, ثم قال للجلادين: تقدموا. قال: فجعل يتقدم إلىَّ الرجلُ منهم فَيضربنى سَوطين, فيقول له: - يعنى المعتصم - شُدّ, قَطع الله يدك ثم يَتنحَّى, ثم يتقدم الآخر فيضربنى سوطين, وهو فى كل ذلك يقول لهم: شُدوا قَطع الله أيديكم. فلما ضُربت تِسعة عشر سوطا, قام إلىَّ - يعنى المعتصم - فقال: يا أحمد, علامَ تقتل نفسك؟ إنى والله عليك شفيق. قال: