أخبرنا ابن ناصر, قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد, قال: أخبرنا البَرْمَكى, قال: أخبرنا ابن مَرْدَك, قال: حدثنا ابن أبى حاتم, قال: حدثنا صالح بن أحمد, قال: قال أبى: لما دخلتُ عليه قال لى - يعنى المعتصم -: ادْنُهْ, ادْنُهْ, فلم يَزل يُدنينى حتى قَربت منه. ثم قال: اجلس, فجلست وقد أتقلتنى الأقياد, فمكثتُ قليلًا ثم قلتُ: تَأذن فى الكَلام؟ فقال: تَكلّم. فقلتُ: إلى ما دعا الله ورسوله؟ فسكتَ هُنيهةً, ثم قال: إلى شَهادة أن لا إله إلا الله. فقلتُ: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله, ثم قلتُ: إن جدكَ ابنَ عباس يقول: لما قَدِم وفدُ عبدِ القَيْس على النبى صلى الله عليه وسلم سألوه عن الإيمان, فقال: (أتدرونَ ما الإيمان؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمدّا رَسولُ الله, وإقامُ الصَّلاةِ, وإيتاءُ الزَّكاةِ, وأن تُعطُوا الخُمُسّ مِنَ المَغْنَم). فقال أبى: فقال - يعنى المعتصم -: لولا أنّى وجَدتك فى يَد مَن كانَ قبلى ما عَرضتُ لك.