قال: نزل علينا أَبو عبد الله في هذه الدار وأَنا غلام، فقال لي أُمي: الزم هذا الرجل فاخدمه فإنه رجل صالح، فكنت أَخدمه. وكان يخرج يطلب الحديث، فَسُرق متاعُه وقماشه، فجاءَ، فقالت له أُمي: دخل عليك السُّرّاق، فسرقوا قماشك. فقال: ما فعلتِ الأَلواح؟ فقالت له أُمي: في الطاق. وما سأل عن شيءٍ غيرها.

قال أَحمد بن محمد، وحدثنا عبد الله بن أَحمد قال: خرج أَبي إلى طَرَسُوس ماشياً، وخرج إلى اليمن ماشياً.

قال عبد الله: وقال أُبي: ما كتبنا عن عبد الرزاق من حفظه شيئاً إلا المجلسَ الأَول، وذلك أَنا دخلنا بالليل، فوجدناه في موضع جالساً، فأَملى علينا سبعين حديثاً، ثم التفت إلى القوم، فقال: لولا هذا ما حدَّثْتكم- يعني أبي-.

أخبرنا إسماعيل بن أَحمد، ومحمد بن عبد الباقي، قالا: أخبرنا حَمْدُ بن أَحمد، قال: حدثنا أَحمد بن عبد الله، قال: حدثنا سليمان بن أَحمد، قال: حدثنا عبد الله بن أَحمد بن حنبل، قال: حدثني أَحمد بن إبراهيم الدَّوْرَقي، قال: لما قدم أَحمد بن حنبل مكة من عند عبد الرزاق، رأيتُ به شُحوباً، وقد تبيَّن عليه أَثر النَّصَبِ والتعب، فقلت: يا أَبا عبد الله، لقد شققتَ على نفسك في خروجك إلى عبد الرزاق، فقال: ما أَهون المشقةَ فيما استفدنا من عبد الرزاق، كتبنا عنه حديث الزُّهْري عن سالم بن عبد الله عن أَبيه، وحديثَ الزهري عن سعيد بن المسيّب عن أَبي هريرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015