يُقال له فى وجهه: أحيَيْت السُّنَّة؟ قال: هذا فسادٌ لقلب الرجل.
قال الخلال: وأخبرنى مُحمد بن موسى بن أبى موسى, قال: رأيتُ أبا عبد الله وقد قال له خُراسانى: الحمدُلله الذى رأيْتُك. فقال له: اقعد, أى شىءٍ ذا؟ مَن أنا؟
قال الخلال: وأخبرنى أحمد بن الحُسين بن حَسان, قال: دخلنا على أبى عبد الله, فقال له شيخ من أهل خُراسان: يا أبا عبد الله, الله الله! فإن الناسَ يحتاجون إليك, قد ذَهب الناس, فإن كان الحديث لا يُمكن فمَسائل, فإن الناس مُضطرون إليكَ. فقال أبو عبد الله: إلىَّ أنا؟ واغتمَّ من قَوله وتنفَّس صُعداء, فرأيتُ فى وَجهه أثر الغَمّ.
وقيل لأبى عبد الله: جزاك الله عن الإسلام خيرًا, فقال: لا, بل جزى الله الإسلامَ عنى خَيرًا. ثم قال: ومَن أنا؟ وما أنا؟
ودُفع إلى أبى عبد الله كتابٌ من رَجل يسأله أن يَدعو الله له, فقال: فإذا دعّونا لهذا؛ نحن مَن يدعو لنا؟
قال الخلال: وأخبرنى محمد بن أحمد بن واصل, قال: سمعتُ أبا عبد الله غير مرة يقول: مَن أنا حتى تَجيئون إلىَّ؟ من أنا حتى تجيئوا إلىَّ؟ اذهبوا اطلبوا الحَديث.
قال الخلال: وأخبرنا على بن عبد الصمد الطَّيالسى, قال: مَسحتُ يدى على أحمد بن حنبل؛ ثم مسحتُ يدى على بَدنى وهو ينظر, فغضب غضبًا