قلتُ: وقد رُوي لنا أنَّ هذا كان في زمان الأمين.
وأخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أنبأنا إبراهيم بن عُمر، قال: أَنبأَنا عبد العزيز بن جعفر، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الخَلال، قال: أخبرني محمد بن أبي هارون، قال: حدثنا أبو بكر الأثرم، قال: أخبرتُ أن الشافعي قال لأبي عبد الله: يا أبا عبد الله، إن أمير المؤمنين - يعني محمداً - سألني أن ألتمس له قاضياً لليمن، وأنت تحب الخُروج إلى عَبد الرزاق، فقد نِلتَ حاجتك؛ تقضي بالحق، وتنالُ من عبد الرزاق ما تُريد، فقال أبو عبد الله للشافعي: يا أبا عبد الله، إن سمعتُ منك هذا ثانية لم تَرني عندك. فظننتُ أنه كان لأبي عبد الله في ذلك الوقتِ ثلاثونَ - أو سبع وعِشرون - سَنة.
أخبرنا ابن ناصر، قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا محمد ابن أحمد الحافظ، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: حدثنا الصَّندلي، قال: سمعتُ أَبا جعفر الترمذي، يقول: أخبرنا عبد الله بن محمد البلخي، أن الشافعي - رحمه الله - كان كبيراً عند محمد بن زبيدة، فذكر له محمد يوماً اغتمامه برجل كامل أمين يصلح للقضاءِ، صاحب سُنة، فقال: قد وجدت رجلاً من حاله كذا وكذا صاحب سُنة، كامل، فقيه، صاحب