الباب الخمسُون
فى ذكر إعراضه عن الولايات
أخبرنا محمد بن عبد الباقى, قال: أنبأنا محمد بن أبى نَصر, قال: أخبرنا أبو على إسماعيل بن أحمد بن الحُسين, قال: حدثنا أبى, قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ, قال: أخبرنى نَصر بن محمد بن أحمد, قال: أخبرنى محمد بن عَمرو الَبصرى, قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن عاصم, قال: أخبرنى أبو بَكر محمد بن يحيى - خادم المُزَنى - قال: (حدثنا أبو إبراهيم المُزَنى) قال: قال الشافعى: لما دخلتُ على هارون الرشيد قلتُ بعد المُخاطبة: إنى خَلَّفت اليَمن ضائعةً تحتاج إلى حاكم, فقال: انظر رَجلاً ممن يجلس إليكَ حتى نولّيه قَضاءَها, فلما رَجع الشافعى إلى مجلسه, ورأى أحمد بن حنبل من أَمثّلهم أَقبل عليه فَقال: إنى كلَّمتُ أميرَ المؤمنين أن يُلى قاضياً باليمن, وإنه أمرنى أن اختارَ رجلاً ممن يَختلف إلىَّ, وإنى قد اخترتُك, فتهيَّأ حتى أُدخلك على أمير المؤمنين يُوليك قضاء اليمن, فاقبل عليه أحمد وقال: إنما جئتُ إليكَ لأقتبسَ منكَ العلم, تَأمرنى أن أدخلَ لهم فى القضاءِ!!
ووبَّخه, فاستحيا الشافعى.