دخل قلت: يا أبَة، ما هذا الكتاب؟ فاحمرَّ وجهه وقال: رَفَعْتُهُ منكَ. ثم قال: تذهب بجوابه، فكتب إلى الرجل: وصلَ كتابك إليّ ونحن في عافية، فأما الدَّيْنُ فإنه لرجل لا يُرهقنا، وأما عيالنا فهم في نعمة الله والحمد لله. فذهبتُ بالكتاب إلى الرجل الذي كان أوصل كتاب الرجل، فقال: وَيحك، لو أن أبا عبد الله قبل هذا الشيء، ورمى به مثلاً في دجلة كان مأجوراً، لأن هذا الرجل لا يعرف له معروف، فلما كان بعد حين ورد كتاب الرجل بمثل ذلك، فردَّ عليه الجواب بمثل ما ردن فلما مضت سنة أو أقل أو أكثر ذكرناها، فقال: لو كنا قبلناها كانت قد ذَهبت.
أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد بن يوسف، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البَرْمَكي، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز بن مَرْدَك، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا صالح بن أحمد، فذكر مثله سواء، إلا أنه لم يذكر: فقال: لو أن أبا عبد الله قبل هذا ورمى به في دجلة.
وقد روى هذه الحكاية أبو بكر الخلال وذكر فيها أن الموجِّه إليه الحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس مول ابن المبارك.
أخبرنا عبد الوهاب الحافظ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار، قال: أخبرنا أبو إسحاق البَرْمَكي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق، قال: حدثني أبو بكر محمد بن يعقوب المُقْرئ، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن داود المصري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن