بستاني، ورثته عن أبي وأبي عن أبيه، قال: فجمعت الصبيان، فلما دخل دخلنا عليه، وقلت له: يا أبَة، ما ترِقُّ لي من أكل الزكاة؟ ثم كشفت عن رأس الصبية وبكيت فقال: من أين علمتَ؟ دعني حتى أستخير الله الليلة، قال: فلما كان من الغد، قال: يا صالح، صُنّي، فإني قد استخرت الله الليلة، فعزم لي أن لا آخذها، قال: وفتح التِّلِّيسة وفرقها على الصبيان؛ وكان عنده ثوب عُشاري فبعث به إليه ورد المال. قال صالح: فبلغني أن الرجل اتخذه كفناً.
أخبرنا إسماعيل بن أبي بكر، ومحمد بن أبي القاسم، قالا: حدثنا حَمْد بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا سليمان بن أحمد.
وأخبرنا ابن ناصر، قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا أبو القاسم الأزهري، قال: أخبرنا القَطِيعي، قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني علي بن الجَهم بن بدر، قال: كان لنا جار، فأخرج لنا كتاباً، فقال: أتعرفون هذا الخط؟ قلنا: نعم، هذا خط أحمد بن حنبل، كيف كتب لك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عُيَينة، فَفقدنا أحمد ابن حنبل أياماً لم نره، ثم جئنا إليه لنسأل عنه، فقال لنا أهل الدار التي هو فيها: هو في ذلك البيت، فجئنا إليه والباب مَردود عليه وإذا عليه خُلْقان؛ فقلنا له: يا أبا عبد الله، ما خبرك؟ لم نَرك منذ أيام؟ فقال: سُرقت ثيأبي. فقلت له: معي دنانير، فإن شئتَ خذ قرضاً وإن شئتَ صِلة، فأبي أن يفعل، فقلت: تكتب لي بأجرة؟ قال: نعم، فأخرجت ديناراً فأبى أن يأخذه وقال: