وجاءَني أحمد بن حنبل بفَروةٍ فقال: قل لمن يبيع هذه ويجيئني بثمنها فأتسع به، قال: فأخذت صرة دراهم فمضيت بها إليه فَردها، فقالت امرأتي: هذا رجلٌ صالح لعله لم يرضها فأضعفها، فأضعفتها فلم يقبل، وأخذ الفروة مني وخرج.

أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أنبأنا إبراهيم بن عمر، قال: أنبأنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الخلال، قال: أخبرني أحمد بن محمد البَراثي، قال: حدثني أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن حسان الفقيه، قال: حدثني رجل كان رفيقاً لأبي عبد الله أحمد بن حنبل بواسِط على باب يزيد بن هارون، فجاءه أبو عبد الله بجُبة يبيعها في شِدّة البرد، قال: فلم أزل به حتى صَرفتُه عن بيعها، ثم صرتُ إلى يزيد بن هارون فقلتُ: يا أبا خالد، إن أحمد بن حنبل جاءَني بجُبته لأبيعها له في هذا البرد، فقال لجاريته: زني مئة درهم وهاتيها، فدفعها إليّ وقال: ادفَعها إليه، فجئت بها إليه فقلت: هذه بعثها أبو خالد. فقال: إني لمحتاج إليها، وإني لابن سبيل، ولكن لا أحب أن أعود نفسي هذا؛ رُدّها عليه. فرددتها إليه، فدفع إليَّ جُبته، فبعتُها له.

قال الخلال: وأخبرني أبو غالب علي بن أحمد، قال: حدثني صالح بن أحمد، قال: جاءَتني حُسن، فقالت: يا مولاي، قد جاءَ رجل بتِلِّيسَةٍ فيها فاكهة يابسة وهذا الكتاب؛ قال صالح: فقمت فقرأت الكتاب فإذا فيه: يا أبا عبدالله، أبضعتُ لك بضاعةً إلى سَمرقند فوقع فيها كذا وكذا، ورددتها فوقع فيها كذا وكذا، وقد بعثتُ بها إليك أربعة آلاف درهمن وفاكهة أنا لقطتها من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015