قال: أنتَ في حل إن لم تَعُد. فقلتُ له: تَجعله في حل وقد اغتابك؟ قال: الم ترني اشترطتُ عليه؟!
أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أنبأنا إبراهيم بن عمر، قال: أنبأنا عبد العزيز بن جعفر، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الخَلال، قال: حدثنا عِصْمة بن عِصام، قال: حدثنا حنبل، قال: صليتُ بأبي عبد الله العَصر، فصلى معنا رجل يُقال له: محمد بن سَعيد الخُتَّلي؛ فقال أبو عبد الله: يا أبا عبد الله، نهيتَ عن زيد بن خلف أن يُكلَّم؟ فقال أبو عبد الله: كتب إليّ أهلُ الثغر يَسألوني عن أمره، فأخبرتُهم بمذهبه وبما أحدث، وأمرتهم أن لا يُجالسوه؛ فاندفع الخُتَّلى على أبي عبد الله فقال: والله لأرُدَنَّك إلى مَحبسك؛ ولأَدُقَّنَّ أضلاعَك ضِلعاً ضِلعاً - في كلامٍ كثير - فقال لي أبو عبد الله: لا تكلمه ولا تُجبه بشيءٍ، فما ردَّ عليه أحدٌ منا كلمة، فأخذ أبو عبد الله نَعليه وقام، فدخل، وقال: مر السكان أن لا يكلّموه ولا يردوا عليه شيئاً، فما زال يصيح، ثم خَرج فصار على حِسْبَة العسكر وماتَ بالعسكر.
قال الخلال: وحدثني محمد بن الحُسين، قال: حدثنا أبو بكر المرُّوذي، قال: سمعتُ أبا بكر بن حَماد المقرئ، قال: حدثني أبو ثابت الخَطاب، قال: حدثني بلال الآجري، قال: صحبت أبا عبد الله ونَحن راجعون من الجامع، فذكرتُ أبا حنيفة، فقال بيده: هكذا، ونفضها؛ فقلت: كان بول أبي حنيفة أكثر من ملء الأرض مثلك؛ فنظر إليّ ثم قال: سلامٌ عليكم، فلما كان في السحر بكَّرتُ إليه فقلتُ: يا أبا عبد الله، إن الذي كان مني كان علي