أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أنبأنا إبراهيم بن عمر، قال: أنبأنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد الخَلال، قال: حدثنا محمد بن علي، قال: حدثني مُهَناً، قال: رأيتُ أبا عبد الله غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع ولا خمس؛ رأيتُه كثيراً يُقَبل وجهُه ورأسُه وخَدُّه ولا يقول شيئاً، ولا يمتنع من ذلك، ورأيتُ سليمان بن داود الهاشِمي يُقبل جَبهته ورأسَه؛ ورأيته لا يمتنع من ذلك ولا يكرهه، ورأيتُ يعقوب بن إبراهيم بن سَعد يُقبل جَبهته ووَجهه.
قال الخَلاّل: وقلتُ لزُهير بن صالح بن أحمد: هل رأيتَ جدك؟ قال: نعم؛ وكنا لي نحواً من ثمان سنين؛ وماتَ وقد دخلتُ في عشر سنين. فقلتُ له: تَذكر من أخلاقه شيئاً؟ قال كُنا ندخل إليه في كل يوم جُمعة أنا وإخواني، وكان بيننا وبينه بابٌ مفتوح، فكان يكتبُ لكل واحد مِنَّا حَبَّتين حَبَّتين من فِضة في رُقعة إلى فَامِيّ يعامله، فنأخذ منه الحبتين وَنأخذ للأخوات، وكان ربما مررتُ به وهو قاعدٌ في الشمس وظهره مكشوف وأثر الضرب بَيِّنٌ في ظهره، وكان لي أخٌ أصغر مني اسمه عليّ ويُكنى أبا حَفص، فأراد أبي أن يختِنَه، فاتَّخذ له طعاماً كثيراً ودعا قوماً، فلما أراد أن يختنِه وجَّه إلى جدي فدعاه؛ قال أبي: قال لي: بلغني ما قد أحدثته لهذا الأمر، وقد بلغني أنك قد أسرفتَن فابدأ قال لي: بلغني ما قد أحدثته لهذا الأمر، وقد بلغني أنك قد أسرفتَ، فابدأ بالفقراءِ والضعفاءِ فأطعمهم؛ فلما أن كان من العدِ وحضَر الحجام وحضر أهلنا، دخل أبي على جدي فأعمله أن الحجام قد جاء، فجاء جدي معه حتى جلس في الموضع الذي فيه الصبين وخُتِن وهو جالس فأخرج صُرَيَرةً فدَفعها إلى