فسلّم عليه، فكأن أحمد لم يرد عليه ردًّا تاماًّ، وانقبض منه، فقال له: يا أبا عبد الله، لم تنقبض مني؟ فإن قد انتقلتُ عما كنتَ تعهده مني برؤيا رأيتُها، قال: وأيّ شيءٍ رأيتَ؟ تقدم، قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في النوم كأنه على علو من الأرض، وناسٌ كثير أسفل جلوسٌ، قال: فيقوم رجلٌ رجلٌ منهم إليه، فيقول له: ادعُ لي. فيدعو له حتى لم يبقَ من القوم غيري، قال: فأردتُ أن أقوم فاستحييتُ من قبيح ما كنتُ عليه؛ فقال: يا فلان، لم لا تقوم إليّ تسألني أدعو لك؟ قال: قلتُ: يا رسولَ الله، يقطعني الحياء لقبيحٍ ما أنا عليه، فقال: إن كانَ يقطعك الحياء، فقم فسلني أَدعُ لك، فإنك لا تسبُ أحداً من أصحأبي. قال: فقمتُ فدعا لي. قال: فانتبهت وقد بَغَّض الله إليَّ ما كنتُ عليه، قال: فقال لنا أبو عبد الله: يا جَعفر، يا فلان، يا فلان، حدَّثوا بهذا واحفظوه فإنه ينفع.
أخبرنا المبارك بن أحمد الأنصاري، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد السَّمَرْقَنْدي، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: حدثني عُبيد الله بن أبي الفتح، قال: سمعتُ عبدالرحمن بن محمد الإدريسي، يقول: سمعتُ أبا أحمد بن عَدي، يقول: حدثنا عبد المؤمن بن أحمد الجُرجاني، قال: سمعتُ عمار بن رَجاء يقول: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: طلبُ إسناد العلو من السُّنَّة.
قلتُ: وقد روى أبو بكر الخَلال، عن حرب بن إسماعيل، قال: سُئل أحمد عن الرجل يَطلب الإسناد العالي، فقال: طلبُ الإسناد العالي سُنة عَمَّن