أخبرنا أَبو إِسحاق إِبراهيم بن فارس، قال: حدثنا محمد بن عمر الشَّهْرُزُورِي قال: حدثنا أَبو الحسن عبد الله بن صالح الخطيب، قال: سمعتُ أَبا الحسين يعقوب بن موسى، قال: سمعت عبد الصمد بن علي، يقول: سمعت محمد بن فَنْجُويَه، يقول: سمعت أَبا يعلي الموصلي يقول: سمعتُ أَحمد بن حنبل، يقول: خرجتُ في وجه الصبح فإِذا أَنا برجل مُسيل منديله على وَجهه، فناولني رُقعة، فلما أَضاءَ الصبح قَرأتها فإِذا فيها مكتوب:
عِش موسِراً إِن شئتَ أَو مُعْسِراً ... لابُدَّ في الدُّنيا من الغَمِّ
وكُلَّما زادَك مِن نِعْمَةٍ ... زادَ الذي زادَك في الهَمِّ
إِني رأَيتُ الناسَ في دَهرنا ... لا يطلُبون العِلمَ للعِلمِ
إِلا مُباهاةً لأصحابِهم ... وعُدَّةً للخَصم والظُّلْم
قال: فظننتُ أَن محمد بن يحيى الذُّهلي ناولني، فَلقيتُه فقلتُ له: الرقعة التي ناولتني؟ فقال لي: ما رأَيتك وما ناولتك رُقعة، فعلمت أَنها عظةٌ لي.